جسر – متابعات
تسعى فرنسا إلى توسيع نفوذها في سوريا، مستغلة غياب استراتيجية أمريكية واضحة، بهدف لعب دور رئيسي في تشكيل المشهد السياسي هناك، وفق ما أفادت صحيفة “الشرق الأوسط” في تقرير نشرته مؤخراً.
وأشارت الصحيفة إلى أن باريس كانت من أوائل الدول الغربية التي أولت اهتماماً كبيراً بالملف السوري، سواء على الصعيد الأوروبي أو الدولي.
ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي فرنسي أن باريس ترى في الرئيس السوري بالمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، شخصية مناسبة للتعاون معه، معتبرة أنه يمكن أن يكون شريكاً في العملية السياسية.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر دبلوماسية أن فرنسا وضعت خريطة طريق ترتكز على دعم انتقال سياسي شامل وسلمي، مع ضمان احترام حقوق الإنسان، وتمكين المرأة، وحماية حقوق الأقليات، بما في ذلك الأكراد.
كما تولي باريس أهمية خاصة لمحاربة الإرهاب، إلى جانب تأمين استقرار المناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وترغب فرنسا في إدماج “قسد” بشكل كامل في العملية الانتقالية، لكنها في الوقت نفسه تبدي قلقها من احتمال انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، مما قد يجعل “قسد” في مواجهة مباشرة مع تركيا وفصائل الجيش السوري.
من جانبه، لفت مصدر دبلوماسي فرنسي رفيع أن باريس سبق أن أبدت استعدادها لدعم “قسد” عندما أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب نيته الانسحاب من سوريا. وفي المقابل، انتقد دبلوماسي آخر الغموض الذي يكتنف السياسة الأمريكية تجاه سوريا، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لن يحضر المؤتمر الدولي المزمع عقده الأسبوع المقبل في باريس، لمناقشة الشأن السوري.