ماراثون “من الدمار إلى العمار” ينطلق في دير الزور بمشاركة واسعة

شارك

جسر – دير الزور (محمد جنيد)

شهدت مدينة دير الزور فعالية رياضية لافتة تجسّدت في انطلاق ماراثون بعنوان “من الدمار إلى النصر والعمار”، بمشاركة واسعة من الرياضيين وطلاب المدارس، في مشهد أعاد إلى المدينة نبض الحياة ووهج الأمل بعد سنوات من المعاناة والصراع.

ونظّمت الفعالية مديرية الرياضة والشباب بالتعاون مع مديرية التربية، بهدف تعزيز روح التحدي والإرادة، وإيصال رسالة مفادها أن الحياة أقوى من الظروف، وأن دير الزور تسير بثقة نحو مستقبل أكثر إشراقاً.

وانطلق الماراثون صباح اليوم الأربعاء، من أمام مشفى النور – الحديقة العامة، مروراً بعدة أحياء وصولاً إلى الجسر المعلق، أحد أبرز رموز المدينة، والذي دمّر خلال سنوات الحرب.

وشارك في السباق عشرات المواطنين من مختلف الأعمار والفئات، بعضهم جاء يركض، وبعضهم اختار السير، وكلهم كانوا يحملون شعوراً واحداً: الانتماء، الأمل، والإرادة.

وعبّر عدد من المشاركين عن سعادتهم الغامرة بهذه المبادرة، وقال “وائل”، أحد المشاركين: “هذا الماراثون خطوة جديدة في مسيرة المدينة نحو التعافي. نركض اليوم في شوارع كانت يوماً مسرحاً للدمار، لنؤكد أن الإرادة تصنع المعجزات”.

أما “راما”، طالبة مشاركة في الفعالية، فعبّرت عن إحساسها العميق بالرسالة الرمزية التي يحملها الحدث: “هذا الماراثون ليس للتنافس، بل رسالة أمل وتحدٍّ للمستقبل. أن نركض باتجاه الجسر المعلق، الذي دمره النظام الساقط، يعني أننا نركض باتجاه الذاكرة والهوية، ونحو ما سنبنيه من جديد”.

وأكّد المنظمون أن الهدف من هذا النشاط لا يقتصر فقط على الجانب الرياضي، بل يتعداه إلى دعم الجانب النفسي والاجتماعي لسكان المدينة، وخاصة فئة الشباب واليافعين الذين عانوا من ظروف الحرب والحرمان.

وأشار أحد المشرفين إلى أن مثل هذه المبادرات تساعد على تعزيز التماسك الاجتماعي، وترسيخ قيم التعاون، وبناء الثقة بالنفس والمجتمع.

ويمثل هذا الماراثون خطوة رمزية نحو إعادة بث الحياة في المدينة التي كانت من أكثر المناطق تضرراً خلال سنوات النزاع، وبينما يتردد صدى أقدام المتسابقين في الشوارع، يتردد أيضاً صدى الحلم لدى أهالي دير الزور ببداية جديدة، تُكتب بالعرق والإرادة.

شارك