افتتاح مبنى “مكتب تنسيق العمل الإنساني” في دير الزور.. ما وظيفته؟

شارك

جسر – دير الزور (محمد جنيد)

افتُتح مؤخراً مبنى “مكتب تنسيق العمل الإنساني” في محافظة دير الزور، في خطوة تهدف إلى تعزيز فاعلية جهود الإغاثة الإنسانية وتنسيق الدعم المقدم للسكان، خاصة مع تزايد أعداد العائلات العائدة إلى المنطقة بعد سنوات من النزاع.

ويأتي هذا المكتب كجزء من توجه عدد من الحكومات المحلية إلى إنشاء مكاتب مستقلة لتنسيق العمل الإنساني، بغرض تسهيل دخول المساعدات الأممية وتنظيم عمل المنظمات الدولية في مناطق النزاع.

وتعمل الحكومة السورية، على غرار بعض السلطات المحلية في البلاد، على تطوير هذه البنية من خلال تأسيس منصات تنسيقية تُعنى بتوجيه الدعم الدولي والإقليمي بناءً على بيانات ودراسات ميدانية، بما يضمن تحسين الاستجابة الإنسانية.

ويُعد “مكتب تنسيق العمل الإنساني” هيئة مختصة بتنظيم وتنسيق جهود الإغاثة في المناطق المتأثرة بالأزمات، إذ يعمل على ضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين بأسرع وقت ممكن، بالتعاون مع المنظمات الدولية والمحلية.

وتتنوع مهام المكتب بين تقييم الاحتياجات الإنسانية وتحديد الأولويات، وتنسيق جهود الإغاثة بين مختلف الجهات الفاعلة، إلى جانب ضمان توزيع المساعدات بشكل عادل وفعّال، ومتابعة تنفيذ المشاريع لضمان تحقيق أهدافها الإنسانية.

ويرتبط عمل المكتب بقرارات الأمم المتحدة، خصوصاً في ما يتعلق بإدخال المساعدات عبر الحدود، حيث تُمنح التفويضات لوكالات الإغاثة لفترات زمنية محددة قابلة للتمديد، ما يساهم في ضمان استمرار تدفق المساعدات إلى الداخل السوري.

ويتميّز المكتب عن باقي المنظمات الإنسانية بطبيعته التنسيقية، إذ لا ينفذ المشاريع بشكل مباشر، بل يعمل على تنظيم التعاون بين مختلف الوكالات الدولية والمنظمات غير الحكومية، لتفادي الازدواجية وتحقيق كفاءة أعلى في توزيع الموارد.

ومنذ افتتاحه في دير الزور، بدأ المكتب بلعب دور محوري في تنظيم العمل الإغاثي، لا سيما في ظل عودة أعداد متزايدة من الأسر إلى المحافظة.

ونظم المكتب ورشات عمل بالتعاون مع مديرية الشؤون الاجتماعية وعدد من المنظمات الدولية، بهدف تحسين الواقع الصحي ودعم الأسر المهجرة التي عادت إلى المنطقة.

ودعا المكتب منظمات المجتمع المدني إلى تعزيز الشراكة وتنسيق الجهود بشكل فعّال، مشدداً على أن تجنب الازدواجية في تقديم المساعدات يُسهم في تحديد الأولويات وضمان توزيع الموارد بشكل أكثر عدلاً وكفاءة. وتأتي هذه التحركات في ظل تحديات إنسانية واقتصادية كبيرة لا تزال تعاني منها المحافظة.

شارك