جسر – نهى قنص
800 ميغاواط قادمة إلى سوريا عبر سفينتين لتوليد الكهرباء من تركيا وقطر، من المتوقع أن ترسيان في البحر خلال الفترة المقبلة، وهو ما يعادل نصف ما يتم توليده حالياً في البلاد. هذا التطور سيساهم في زيادة حصة المواطن من الكهرباء بنسبة 50% تقريباً، وفق ما أكده مدير عام المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء المهندس خالد أبو دي.
وأوضح أبو دي أن العمل جارٍ حالياً لتأمين خطوط نقل لاستقبال التيار الكهربائي من مكان رسو السفينتين، و”ستقوم المؤسسة بمد خطوط نقل كهرباء من السفينتين إلى أقرب محطة تحويل ليتم وصلها بالشبكة الكهربائية”.
وأكد أن “حجم الأضرار التي لحقت بمحطات التوليد والتحويل وخطوط الربط الكهربائي كبير جداً، وتعمل المؤسسة بجهد لتكون جاهزة لاستقبال الطاقة”.
تحديات الإدارة الجديدة بعد سنوات من التدمير
منذ تحرير البلاد، تواصلت المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء مع عمال وزارة الكهرباء والمؤسسات والشركات التابعة لها للعودة إلى العمل لحماية المنظومة الكهربائية والحفاظ عليها، حيث تعاني المؤسسة من نقص شديد في المواد والتجهيزات اللازمة للصيانة، إلى جانب الحاجة إلى صيانة خطوط الربط الكهربائي المدمرة.
وتعمل المؤسسة حالياً على التعاقد مع شركات خاصة لتأمين القطع اللازمة وبدء عملية الصيانة، حيث أن خط “عمان – دير علي” يحتاج إلى أشهر من الصيانة لدخوله الخدمة، بينما خط الربط مع تركيا يحتاج إلى فترة أطول بسبب حجم الأضرار الكبيرة.
وتشرف المؤسسة بشكل مباشر على نقل الطاقة الكهربائية عبر خطوط 400 ك.ف و230 ك.ف، بالإضافة إلى خطوط 66 و20 ك.ف، رغم أن جزءاً كبيراً منها خارج الخدمة ويحتاج إلى صيانة كبيرة.
الوضع الراهن لإنتاج الكهرباء
انخفض إنتاج الكهرباء في من 5800 ميغاوات في عام 2010 إلى 4 آلاف ميغاوات في عام 2018، ثم 2000 ميغاوات في عام 2021 فـ 1800 ميغاوات في عام 2023، وقُدرت الأضرار المباشرة في القطاع الكهربائي بـ 40 مليار دولار وغير المباشرة بـ 80 مليار دولار، كما أن 50% من محطات التوليد وخطوط النقل متهالكة بسبب انخفاض دعم الغاز المشغل للمحطات، بحسب المهندس موريس ملحم من شركة كهرباء دمشق.
وأوضح ملحم أن نقص الوقود الأحفوري أدى إلى تراجع إنتاج الكهرباء بنسبة 57% منذ 2010، وأضاف أن النقص الحاد في الصيانة فاقم من الوضع، حيث إن محولات الكهرباء تعاني من أعطال متكررة.
محمود شعبان (35 عاماً) من سكان ريف دمشق يقول لـ”جسر” إن “كل محاولات أهالي الحي الذي يقطن فيه للتواصل مع شركة الكهرباء وقسم الطوارئ لإصلاح المحولة لم تنفع بالرغم من زيارتهم للمحولة والاطلاع على أضرارها”.
والجواب الذي يتلقاه الرجل الثلاثيني، هو انتظار تأمين قواطع جديدة للمحولة بعد أن تعطلت القديمة بسبب الحمل الزائد.
خطط بعيدة المدى لتحسين الكهرباء
أعلن وزير الكهرباء السوري عمر الشقروق عن خطة بعيدة المدى لتحسين إمدادات الكهرباء خلال 3 سنوات، على أن تستهدف المرحلة الأولى رفع حصة المواطن اليومية إلى 8-10 ساعات خلال الشهرين المقبلين، بهدف الوصول إلى تزويد الكهرباء على مدار 24 ساعة يومياً.
وأشار الوزير إلى أن الربط الكهربائي مع الأردن يُعد أحد الحلول الرئيسية لتحسين الوضع الكهربائي، ويتطلب نحو 6 أشهر من الصيانة لإعادته إلى الخدمة بالكامل.
من جانبه، أكد وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني، صالح الخرابشة، أن الأردن مستعد لتزويد سوريا بجزء من احتياجاتها من الطاقة الكهربائية، في إطار الجهود المشتركة لتعزيز البنية التحتية وتحسين الوضع الكهربائي في سوريا.
إعفاء أميركي مؤقت
أصدرت الولايات المتحدة الأميركية إعفاء مؤقتاً لمدة 6 أشهر على بعض المعاملات مع المؤسسات الحاكمة في سوريا، ويسمح الإعفاء بمعاملات الطاقة والتحويلات الشخصية حتى 7 تموز المقبل. ورغم ذلك، فإن الإجراء لم يرفع العقوبات بشكل كامل، لكنه يتيح مساحة لحلحلة الأوضاع وتحسين الوضع الكهربائي تدريجياً.