جسر – دير الزور (شام الحمود)
شهدت مدينة دير الزور خلال الأسابيع القليلة الماضية التي تلت سقوط نظام الأسد، حراكاً فنياً واسعاً، حيث ظهرت مواهب كانت مقموعة لسنوات، وبدأ عدد هائل من الشباب من مختلف الفئات العمرية بتشكيل فرق تطوعية للطلاء والرسم على الجدران، وذلك بعد الحصول على الموافقة من محافظ المدينة.
الفنان التشكيلي فاتح أبو جديع من “منتدى بيت الثقافة” أكد أن مسح جميع شعارات النظام البائد التي كانت تشوه جدران المدينة أمر ضروري، معتبراً أن الرسم على الجدران من أجمل المبادرات وأكثرها انتشاراً حالياً.
وأشار إلى أن “المبادرات لم تقتصر على الرسومات فحسب، بل شملت كتابة أبيات شعرية واقتباسات تعبر عن فرحة الأهالي بالحرية والتخلص من النظام وميليشيات إيران، حيث بدأت المبادرة بطلاء جدران مدرسة الإعداد الحزبي السابقة، التي أصبحت الآن إدارة التجنيد”.
من جهتها، قالت ملاك الخلف، المتطوعة في “نادي الفتوة الاجتماعي”، إن مبادرتهم لطلاء دوار المدلجي أضافت منظراً جمالياً وروحاً جديدة للمدينة، خاصةً أن الدوار يضم رمز الجسر المعلق، أيقونة دير الزور.
وأكدت الشابة أن “المبادرات مستمرة حتى يتم محو جميع آثار النظام السابق من شوارع المدينة”.
أما المواطن أبو غزوان، فقد عبر عن سعادته قائلاً: “عادت المدينة لزهوتها وهي تكتسي ثوبها الأخضر، ومسح آثار النظام السابق أمر مهم حتى لا نتذكر ماضي الظلم الذي عشناه”.
وأضاف أن “الرسم على الجدران في عهد النظام السابق كان ممنوعاً، ومن يقوم به كان يواجه غرامة تصل إلى خمسين ألف ليرة سورية”.
يشار إلى أن مبادرات الرسم والتخطيط على الجدران انطلقت من شارع نادي الضباط وسينما فؤاد، وصولاً إلى مدرسة الإعداد الحزبي السابقة، ولا تزال مستمرة حتى الآن، وسط آمال بعودة مدينة دير الزور إلى أبهى حلتها بجهود أبنائها.