“برنامج الأغذية العالمي” يحذر من كارثة إنسانية محتملة في سوريا

شارك

جسر – محمد جنيد

في رسالة حملت طابع الإنذار الشديد، وصف برنامج الأغذية العالمي الوضع الإنساني في سوريا بأنه يقف عند “لحظة حاسمة”، مؤكداً أن الفرصة للإنقاذ “إما الآن أو أبداً”.

وجاء ذلك في بيان صدر عن البرنامج في 8 نيسان 2025، عبّر فيه عن “قلقٍ عميق” إزاء الإخطارات الأخيرة الصادرة عن الإدارة الأمريكية، التي تشير إلى نيتها إنهاء تمويل المساعدات الغذائية الطارئة في 14 دولة، من بينها سوريا.

وفي خضم هذه التطورات، صرحت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، بأنهم على تواصل مع الإدارة الأمريكية، سعياً للحصول على توضيحات، ولحثّها على الاستمرار في دعم البرامج المنقذة للحياة. وأكدت ماكين أن نصف سكان سوريا يعانون من انعدام الأمن الغذائي، مشيرة إلى أن أكثر من 7 ملايين شخص ما زالوا نازحين داخلياً، في ظل دمار واسع طال البنية التحتية والمنازل والخدمات الأساسية.

ولم تكن هذه الأزمة وليدة اللحظة، فقد سبق أن نشرت منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) تقريراً في 5 نيسان 2025، أكدت فيه أن إنتاج الحبوب في سوريا لهذا العام سيكون أقل من المتوسط. وعزا التقرير هذا التراجع إلى تأخر هطول الأمطار في تشرين الثاني 2024، تلاه جفاف مبكر بين نوفمبر ويناير، مما تسبب بتقليص المساحات المزروعة وانعكس سلباً على حجم الإنتاج المتوقع.

وفي تقرير آخر صدر عن برنامج الأغذية العالمي بتاريخ 13 نيسان 2025، تم الكشف عن أن أكثر من 13 مليون شخص في سوريا يعانون من انعدام الأمن الغذائي، من بينهم 3.1 ملايين يواجهون انعداماً شديداً للأمن الغذائي. كما لفت التقرير إلى تراجع المساعدات الإنسانية بنسبة 80% خلال عام 2024، ما ضاعف من حدة الأزمة.

وفي خضم هذا المشهد القاتم، برزت بارقة أمل صغيرة مع إعلان مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، في 26 نيسان 2025، عن تخصيص 5 ملايين دولار عبر برنامج الأغذية العالمي لتوريد مواد غذائية إلى سوريا.

وخلال كلمته أمام مجلس الأمن، أشار نيبينزيا إلى أن هذه المساهمة تأتي ضمن جهود روسيا لدعم الأمن الغذائي في البلاد، كما كشف عن اتفاق آخر بين منظمة الفاو والسلطات السورية لتنفيذ مشروع زراعي بقيمة 8 ملايين دولار، بتمويل روسي، بهدف إعادة إحياء القطاع الزراعي السوري.

في ظل هذه الأوضاع المتفاقمة، يتضح أن الأمن الغذائي بات يشكل مسألة أمن قومي لسوريا، ويعد تحدياً جوهرياً يؤثر بشكل مباشر على الاستقرارين الاجتماعي والاقتصادي.

ومع استمرار التحديات العالمية، من تغير المناخ إلى الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، تتزايد الحاجة إلى تبني حلول مستدامة تضمن توفير الغذاء بشكل آمن لجميع المواطنين، في سوريا وغيرها من الدول المتضررة.

شارك