تعليقات أمريكية وروسية في مجلس الأمن بشأن مستقبل سوريا ومجازر الساحل

شارك

جسر – متابعات

أكدت كل من الولايات المتحدة وروسيا، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي التي انعقدت أمس الجمعة، لمناقشة الوضع في سوريا، على أهمية الانتقال السياسي ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الأخيرة، بما في ذلك الأحداث التي شهدها الساحل السوري، حيث دعت واشنطن إلى إصلاحات شاملة وتعزيز المساءلة ومنع التدخلات الخارجية، بينما شددت موسكو على احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وضرورة إشراك جميع مكونات المجتمع السوري في العملية السياسية.

وفي كلمة ألقتها أمام المجلس، أشارت دوروثي شيا، القائمة بأعمال بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، إلى حضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني دون أن توجه له ترحيباً صريحاً، في خطوة مغايرة لمواقف معظم المندوبين الآخرين الذين رحبوا به.

وأعربت شيا عن أملها في أن يمثل تشكيل الحكومة السورية المؤقتة “خطوة إيجابية نحو الأمام”، لكنها شددت على أن واشنطن تتوقع رؤية “إجراءات إضافية”، تشمل تعيين “أفراد أكثر تأهيلاً وتمثيلاً” لشغل المناصب الحكومية المهمة.

وأكدت المسؤولة الأمريكية أن الولايات المتحدة ستواصل تحميل السلطات السورية المؤقتة المسؤولية عن “الخطوات التالية”، والتي عدّدت منها: نبذ الإرهاب وقمعه بشكل كامل، وتبني سياسة عدم الاعتداء على دول الجوار، واستبعاد المقاتلين الإرهابيين الأجانب من أي دور رسمي، ومنع إيران ووكلائها من استغلال الأراضي السورية، وتدمير أسلحة الدمار الشامل.

كما لفتت شيا إلى أهمية التعاون مع المجتمع الدولي لاستعادة المواطنين الأمريكيين المختفين قسراً في سوريا، وضمان أمن وحريات جميع السوريين.

وشددت شيا على أن الشعب السوري “يستحق قيادة شفافة ومسؤولة” تكون ملتزمة بمستقبل أكثر سلاماً وازدهاراً، بعد “54 عاماً من الحكم المدمر في ظل نظام الأسد”، وأعلنت أن بلادها قررت تعزيز قواعدها العسكرية في سوريا، معتبرة أن هذه الخطوة تعكس “التقدم الكبير الذي أحرزته الولايات المتحدة مع شركائها في الحد من قدرة تنظيم داعش العملياتية على المستويين الإقليمي والعالمي”.

أما من الجانب الروسي، فقد أكد فاسيلي نيبينزيا، ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، في كلمته، على أهمية ضمان عودة إسرائيل إلى التنفيذ الكامل لاتفاق فك الاشتباك لعام 1974، داعياً إلى وقف القصف الإسرائيلي للأراضي السورية وسحب القوات الإسرائيلية من البلاد، مشيراً إلى أن دمشق أبدت مراراً استعدادها لبناء علاقات بناءة مع جميع جيرانها دون استثناء.

وفي إشارة مباشرة إلى الأحداث المأساوية الأخيرة في الساحل السوري، شدد نيبينزيا على أن المناطق الساحلية لم تتعاف، مضيفاً أن نتائج عمل لجنة التحقيق المستقلة، التي تم تمديد ولايتها، ستكون “أساساً للعلاقات المستقبلية بين دمشق والمجتمع العلوي، فضلاً عن الأقليات العرقية والدينية الأخرى”.

وأكد السفير الروسي أن “لا بديل عن عملية سياسية شاملة يقودها السوريون أنفسهم، وبدعم أممي”، محذراً من أن سوريا المستقبل يجب أن تكون بلداً لا يشعر فيه أي مكوّن عرقي أو ديني بالإقصاء أو التهميش، وأن يحصل الجميع على تمثيل عادل في مؤسسات الأمن والسلطة.

كما شدد نيبينزيا على ضرورة عدم السماح بوجود مقاتلين إرهابيين أجانب “لطخت أيديهم بالدماء”، ولا علاقة لهم بالشعب السوري.

شارك