جسر – عبد الله الحمد
انطلاقاً من إيمانهم بالمحبة بين أبناء الوطن، وتأكيداً على دور فعاليات المجتمع المحلي، نظم عدد من أبناء حمص مبادرة لتوزيع مادة الخبز مجاناً تحت حملة بعنوان “رد الجميل”.
وشملت الحملة مختلف أحياء المدينة، ومنها حيي بابا عمرو وباب السباع، كعربون شكر وتأكيد على تعزيز السلم الأهلي في المدينة.
وقال طارق أيوب، منظم المبادرة، في حديث لـ”جسر”: “قمنا بهذه الفعالية نحن أبناء مدينة الرستن كرد جميل لأبناء حمص العدية، وذلك بالتعاون مع أهالي أحياء الزهراء وعكرمة ووادي الذهب، لنؤكد اللحمة الوطنية التي تمثل النسيج السوري الحقيقي”.
أحمد الموع، أحد المشاركين في الحملة، أوضح أن “ما نقوم به من عمل تطوعي يهدف لرد الجميل لمن قدم الخبز سابقاً لأهله في المدينة، فنكون أخوة خبز وملح”.
بدوره، أشار جابر سلامة، أحد المتطوعين، إلى أهمية الفعالية كعمل خيري، موضحاً: “تكمن أهمية المبادرة في تعزيز القيم الأخلاقية في المجتمع. عندما يتعاون الأفراد لمساعدة الآخرين، يتم تعزيز قيم مثل الإيثار والتعاون، كما يعزز شعور التسامح والاحترام بين أفراد المجتمع، ما يساهم في خلق بيئة إيجابية وصحية يشعر فيها الجميع بمعاناة بعضهم البعض”.
التأثير الاجتماعي والديني
الشيخ سهيل العبدالله، إمام وخطيب جامع فاطمة الزهراء، تحدث عن الأثر الإيجابي للمبادرة قائلاً: “لقد كان لمبادرة أهالي حي بابا عمرو سابقاً صدى وتأثير إيجابي في نفوس أبناء أحياء الزهراء وعكرمة، فقررنا رد الجميل بالمثل. نحن نرسل رسالة إلى جميع العالم بأننا متحابون ولسنا فقط متعايشين”.
المبادرة لاقت صدى إيجابياً لما تحمله من محبة بين أبناء حمص، الذين أكدوا أنهم يد واحدة في بناء سوريا الجديدة. وأشاروا إلى أن هذه المبادرات تخفف من أعباء الحياة اليومية، وتثبت أن المكونات الحمصية مكونات أصيلة.
محمد جابر، أحد المواطنين الذين عبروا عن إعجابهم بالمبادرة، قال: “هذا التراحم بين أبناء سوريا ومكوناتها سيشكل دافعاً مهماً لمواجهة المرحلة المقبلة، كما سيدعم الجهود الحكومية لتثبيت الأمن والاستقرار في البلاد”.
وقالت أم أحمد، السيدة الستينية من حي بابا عمرو: “سنعيد نحن وأبناءنا وأحفادنا بناء سوريا بكل قوتنا، ولن يعقينا شيء طالما أن المحبة موجودة”.
شهدت مدينة حمص، التي تعدّ واحدة من أعرق المدن السورية وأكثرها تنوعاً، تأثيراً كبيراً للأحداث التي مرت بها البلاد خلال السنوات الماضية. رغم كل ما جرى، ظلّ أبناء المدينة مثالاً للصمود والعمل على تعزيز السلم الأهلي وتوحيد الجهود لبناء مستقبل أفضل.
وتأتي مبادرة “رد الجميل” في هذا السياق، حيث شهدت حمص، بما فيها أحياؤها التي عانت من أزمات طويلة مثل بابا عمرو وباب السباع، حراكاً إيجابياً لإعادة بناء جسور الثقة وتعزيز اللحمة الوطنية. تعتبر هذه الجهود امتداداً لموروث المدينة في التعايش والتآزر بين مختلف مكوناتها.