سرقة الكابلات الكهربائية تزداد بريف دمشق.. جديدة عرطوز بلا كهرباء منذ أسبوع

شارك

جسر – ريف دمشق

تشهد بلدة جديدة عرطوز في ريف دمشق الجنوبي انقطاعاً مستمراً في التيار الكهربائي منذ نحو أسبوع، بسبب تكرار حوادث سرقة الكابلات الكهربائية، وهي ظاهرة باتت تتكرر في عدد من مناطق ريف دمشق، الأمر الذي زاد معاناة الأهالي، حيث اضطر بعضهم إلى دفع مبالغ مالية لتعويض الكابلات المسروقة، ما زاد من حجم الأعباء في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

وبحسب مصادر أهلية، تعود أسباب انقطاع الكهرباء في جديدة عرطوز إلى عدة عوامل، من أبرزها تعرض بعض المناطق لسرقة خزانات الكهرباء، الأمر الذي يؤدي إلى توقف التغذية الكهربائية لفترات طويلة.

كما تسجل المنطقة تكراراً في حوادث الاعتداء على مراكز تحويل الكهرباء، وهو ما فاقم من المشكلة ودفع الجهات المعنية لمحاولة اتخاذ إجراءات للحد من هذه الاعتداءات.

إضافة إلى ذلك، يتم تطبيق برنامج الحماية الترددية على بعض مناطق ريف دمشق، بما فيها جديدة عرطوز، للحد من الأحمال الزائدة على الشبكة، وهو ما يتسبب في انقطاع التيار لفترات زمنية محددة.

في ظل هذه الظروف، يطالب أهالي المنطقة الجهات المعنية بإيجاد حلول عاجلة وفعالة لمشكلة انقطاع الكهرباء، دون أي استجابة واضحة من الجهات المسؤولة، كما ناشد السكان بفرز دوريات شرطة لحماية الشبكة الكهربائية من السرقات المتكررة، لكن حتى الآن لم تتم معالجة هذا المطلب.

السيد “و. ن”، أحد سكان البلدة، قال لصحيفة “جسر” إن هذا هو اليوم السابع لانقطاع الكهرباء، مشيراً إلى أن هذا الانقطاع أثر أيضاً على توافر المياه، وقال: “مع انقطاع الكهرباء انقطعنا أيضاً عن الماء.. العديد من السكان اتصلوا بالطوارئ، لكن لا حياة لمن تنادي”.

وأضاف أن “الأهالي سبق أن طالبوا بتبديل قفل الجوزة بقفل داخلي غالي الثمن لحماية القواطع والكابلات، لكن لم يتم تنفيذ ذلك، وتعرضت الشبكة للسرقة للمرة الثالثة على التوالي.. الرد الوحيد الذي تلقاه الأهالي من الطوارئ هو ضرورة مساهمة السكان بدفع مبلغ مالي لإعادة شراء الكابلات!”.

ولفت إلى أن “هذه السرقات لا تتم من قبل أشخاص عاديين، بل على الأرجح من قبل أشخاص لديهم خبرة بالكهرباء”.

أمام تكرار هذه الحوادث، اقترح سكان جديدة عرطوز عدداً من الإجراءات التي يمكن أن تساهم في الحد من السرقات، من بينها تركيب كاميرات مراقبة في المناطق التي تتكرر فيها السرقات، وتعزيز التواجد الأمني من خلال تخصيص دوريات لحماية مراكز الشبكة الكهربائية.

كما دعوا إلى استخدام مواد بديلة للكابلات، مثل الألمنيوم بدلاً من النحاس، لتقليل القيمة المادية التي قد تدفع اللصوص لسرقتها، وطالبوا بضرورة تشديد العقوبات القانونية على من يثبت تورطه في مثل هذه السرقات، وتحسين الإضاءة العامة في المناطق التي تكثر فيها الحوادث، باعتبار أن الظلام يشكل بيئة مناسبة للمجرمين.

تعكس هذه الظاهرة المتكررة واقعاً أكثر تعقيداً، إذ تأتي في سياق عام من التدهور الاقتصادي وانتشار الفقر والبطالة، بالإضافة إلى غياب الرادع الأخلاقي والاجتماعي، ومواجهة هذه المشكلة تحتاج إلى حلول جذرية وشاملة تضمن استقرار التيار الكهربائي وتحسن الظروف المعيشية لأهالي جديدة عرطوز، الذين يواجهون تحديات يومية في ظل غياب أبسط مقومات الحياة.

شارك