قالوا إنها “حرام”.. “مجهولون” يحرقون “شجرة الشهداء” بدير الزور

شارك

جسر – دير الزور

أقدم مجهولون على إضرام النار في شجرة رمزية، بذريعة أن ذلك “حرام”، وذلك بعدما وضعها ناشطون في إحدى ساحات مدينة دير الزور لتخليد ذكرى شهداء سوريا.

وأوضحت مراسلة “جسر” في دير الزور، أن ناشطين من أبناء دير الزور، نصبوا الأحد “شجرة الشهداء” في ساحة حمود العبد، وسط المدينة، كعمل رمزي لتخليد ذكرى شهداء الثورة السورية وشهداء دير الزور أيضاً، حيث بادرت عائلات عدة لتعليق صور أبنائها الشهداء.

وأضافت أن الشجرة، التي تم تصميمها صناعياً بارتفاع عدة أمتار، زُيّنت بالأضواء وصور شهداء، معظمهم ممن فقدوا حياتهم في المعتقلات، وذلك تعبيراً عن الوفاء لتضحياتهم وإحياءً لذكراهم.

وشهدت الساحة احتفالاً جماهيرياً شارك فيه عدد كبير من السكان المحليين، حيث أُقيمت الفعالية بهدف التأكيد على قيم الثورة السورية وتمجيد شهدائها، إلا أنه وبعد انتهاء الاحتفال بحوالي الساعة العاشرة مساءً بالتوقيت المحلي، قام شخصان يرتديان زي “هيئة تحرير الشام” العسكري بإضرام النار في الشجرة وتحطيم جزء منها، مما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بها.

وأشارت مراسلتنا إلى أن عدداً من السكان المحليين تمكنوا من إيقافهما وحاولوا معرفة هويتيهما، وسألوهما عن سبب حرق الشجرة، وأجابا بـــ”لأن ذلك حرام”، وبعد نحو نصف ساعة من الحادثة، حضرت دوريات تابعة لقوات “ردع العدوان” إلى المكان واستفسرت عن ملابسات الحدث.

وتم تقديم شكوى رسمية ضد الفاعلين في القسم الغربي بالمدينة، وقامت الدوريات بمراجعة صور التقطتها كاميرا منصوبة في الساحة بغرض تحديد هوية الفاعلين ودوافعهم وراء هذا الاعتداء.

وأثار سلوك الشخصين استياء واسعاً بين الناس، إذ إن الاحتفالية كانت تهدف إلى تمجيد شهداء الثورة السورية وتكريم تضحياتهم، لا سيما الذين فقدوا حياتهم تحت التعذيب في معتقلات نظام الأسد. وقد شملت صور الشهداء التي زُينت بها الشجرة صوراً لأبناء دير الزور والمحافظات الأخرى، أبرزها صورة الشهيد المعروف مازن حمادة، والذي عُثر على جثته في أحد مشافي دمشق بعد تحرير المدينة.

وأكدت مراسلتنا أن نشطاء وأهالي دير الزور يترقبون نتائج التحقيق لمعرفة هوية الفاعلين ودوافعهم الحقيقية، كما ينتظرون رد فعل السلطات على هذا النوع من التعديات والانتهاكات، فالاعتداء على “شجرة الشهداء” يضع تساؤلات حول مدى احترام رموز الثورة والجهود المجتمعية في تخليد ذكراها، ويُظهر الحاجة إلى محاسبة المتورطين ومنع تكرار مثل هذه الأفعال التي تهدد السلم الاجتماعي وتحاول تشويه أهداف الثورة السورية.

يُذكر أن منتدى “بيت الثقافة” في دير الزور هو مبادرة يقودها مجموعة من مثقفي وناشطي المدينة، ونظّم العديد من الفعاليات الاحتفالية منذ اليوم الأول لسقوط النظام، كما نشر المنتدى لافتات تعبّر عن فرحة أهالي دير الزور بهذا الانتصار، مؤكداً أن سقوط النظام وخروج الميليشيات الإيرانية التي أرهقت المدينة يُعتبران أعظم أفراح أهالي المحافظة.

شارك