مأساة متكررة.. نهر الفرات بدير الزور يبدأ ابتلاع الأطفال مع انتهاء الشتاء

شارك

جسر – دير الزور (شام الحمود)

مع ارتفاع درجات الحرارة، يتحول نهر الفرات في دير الزور إلى وجهة رئيسية للعائلات والأطفال الباحثين عن الترفيه والتخفيف من حرارة الصيف. ومع ذلك، تتحول هذه الرحلات الترفيهية في كثير من الأحيان إلى مآسٍ مؤلمة، حيث يشهد النهر حوادث غرق متكررة، خاصة بين الأطفال الذين يفتقرون إلى مهارات السباحة أو يواجهون تيارات مائية خطرة.

وتشير التقارير المحلية إلى أن عدداً من الأطفال يفقدون حياتهم سنوياً أثناء السباحة في نهر الفرات. وفي حزيران 2024 وحده، غرق أربعة أطفال: الشقيقتان آلاء وأمينة الخضر (8-10 سنوات)، والطفلان عبد الكريم العبد ومحمد النايف، وتم العثور على جثثهم بعد عمليات بحث مكثفة.

كما شهدت المنطقة حوادث غرق أخرى، مثل وفاة الطفل ماجد السعد (11 عاماً) في مدينة البوكمال، والشاب علي الناصيف في بلدة الباغوز، نتيجة السباحة في مناطق غير آمنة وتحتوي على حفر. وآخر تلك الحوادث كانت غرق الطفل أحمد ثلاج، قبل يومين.

وشهد مازن العلوش حادثة غرق الطفل أحمد ثلاج أثناء ذهابه للصيد. وقال إن الطفل كان يسبح بالقرب من الضفة المقابلة لمطعم تعليلة، وعند غرقه، هرع أصدقاؤه لإخبار عائلته وجلب فرق الإنقاذ والدفاع المدني.

وأشار إلى أن عائلتي عمير وشگال، اللتين يقع منزلهما على الضفة المقابلة، لم ينتظروا وصول فرق الإنقاذ، بل انتشروا للبحث عن الطفل، وبعد وصول الدفاع المدني بساعات قليلة، تم انتشال الجثة وتسليمها لذويها.

وأشار مازن إلى أن سبب غرق أحمد في نهر الفرات غالباً ما يكون بسبب انحسار المياه وظهور حفر عميقة في مجرى النهر، مما يؤدي إلى تشكل دوامات مائية خطرة يصعب النجاة منها.

ومن الأسباب المتعددة لحوادث الغرق، عدم وجود رقابة كافية أو فرق إنقاذ مجهزة للتدخل السريع،والسباحة في مناطق غير آمنة، حيث يجهل الكثيرون طبيعة التيارات المائية القوية، وغياب التوعية حول مخاطر السباحة في النهر، خاصة للأطفال الذين يغامرون دون إدراك للخطر.

وعلى الرغم من تكرار الحوادث، التي وصلت العام الماضي إلى 50 حالة غرق تقريباً، لا تزال جهود الإنقاذ محدودة، حيث يعتمد الأهالي على فرق تطوعية لانتشال الجثث من النهر.

وأطلقت السلطات المحلية تحذيرات متكررة حول خطورة السباحة في المسطحات المائية غير الآمنة، لكن هذه التحذيرات لا تصل إلى جميع السكان، مما يزيد من احتمالية وقوع المزيد من الحوادث.

ويطالب الأهالي باتخاذ إجراءات للحد من هذه المآسي، مثل توفير فرق إنقاذ دائمة على ضفاف النهر خلال فصل الصيف، وإطلاق حملات توعية تستهدف الأطفال والعائلات حول مخاطر السباحة في المناطق غير الآمنة، وإنشاء مناطق سباحة آمنة مزودة بوسائل حماية لمنع وقوع الحوادث، وفرض قيود على السباحة في المناطق الخطرة، خاصة للأطفال.

يبقى نهر الفرات رمزاً للحياة في دير الزور، ولكنه في الوقت ذاته يشكل خطراً حقيقياً على الأطفال والشباب الذين يغامرون بالسباحة فيه دون إدراك للمخاطر. ومع استمرار هذه الحوادث، يصبح من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية أرواح الأبرياء ومنع تكرار هذه المآسي.

شارك