معبر “نصيب” يرحب بالمسافرين بمظهر جديد وأسلوب تعامل مختلف

شارك

جسر – علي الأحمد

يعتبر معبر نصيب الحدودي في محافظة درعا الوجهة الرئيسيّة بريّاً لعودة أبناء سوريا القادمين عن طريق الأردن. في سوريا التي غاب عنها أهلها لسنوات طويلة لتجنب الموت والتعذيب والفقر والظلم في زمن النظام السابق، تلتقي اليوم وجوه القادمين عبر معبر نصيب بأهل بلدهم بمشاعر ملؤها الاشتياق والتفاؤل، وبإجراءات ميسّرة وغياب حالة الاستغلال التي خيّمت على المنفذ الحدودي لسنوات طويلة.

معبر نصيب بعد التحرير

وبعبارات “البلد اشتاقت لكم”، تستبشر وجوه القادمين بالعودة إلى وطنهم، ليكون معبر نصيب هو الوجهة نحو قراهم وبلداتهم التي نالت حظها من الحرية، وآن الأوان ليعانق أهلها سماءها وترابها.

يقول يوسف الخالد، أحد أبناء محافظة درعا، لـ”جسر”: “أنا مغترب عن وطني منذ أكثر من 13 عاماً، ولم أتوانَ أبداً عن العودة إلى سوريا فور سقوط نظام الأسد. اليوم لم أستطع حبس دموعي لحظة وصولي إلى معبر نصيب، وأشعر أنه حلم.. منذ 13 عاماً أتمنى لقاء والدتي وأطفالي الذين لم أتمكن من إخراجهم معي إلى المغترب، وكل تلك المدة وأنا أعيش حالة من الخوف والهلع عليهم خشية أن يصيبهم أي مكروه أو أذى”.

الحركة الكثيفة للوافدين عبر معبر نصيب الحدودي حتمت على القيادة السورية الجديدة اتخاذ جملة من الإجراءات والتدابير المتسارعة التي ساهمت بتسهيل عودة القادمين من خارج القطر. فقد وصل عدد القادمين يومياً إلى نحو 3000 مسافر.

وفي لقاء خاص مع الرائد أحمد العطار، مدير الهجرة في معبر نصيب الحدودي، أوضح أن جميع إجراءات دخول السوريين تتم بشكل مجاني بدءاً من نقل الوافدين من البوابة الأردنية وصولاً إلى البوابة السورية، وكذلك الأمر بالنسبة للمغادرين.

وأكد العطار أن “هناك العديد من التغييرات، فهناك حركة خدمية واسعة في المعبر، فقد تم تجهيز المداخل الرئيسية وتجميل مظهرها لاستقبال العائدين بشكل لائق، بالإضافة إلى العديد من التجهيزات اللوجستية التي تعمل إدارة المعبر لاستكمالها، سواء من تحضير طواقم وظيفية جديدة بلباس موحد، وعدد من الحواسيب والتجهيزات الشبكية”.

وخلال استكمال جولة لصحيفة “جسر” في معبر نصيب، أكد أحد المعنيين في المعبر أنهم يستعدون لاستقبال “جسر بري” سيصل إلى سوريا محملاً بالعديد من التجهيزات والبضائع.

تعامل مختلف مع المسافرين في “نصيب”

لطالما كان معبر نصيب وسيلة للابتزاز المادي من قبل أدوات نظام الأسد التي كانت فيه، حيث فرض إجراءات أمنية مشددة وبيروقراطية في المعاملات وساعات انتظار طويلة دون مبرر. كانت هذه كلها أدوات الفساد لتحصيل المال من المسافرين عبر الابتزاز والترهيب.

رائد كرمو، أحد أبناء مدينة حلب، يقول: “أنا أسافر كثيراً إلى الأردن لأن لي تجارة هناك ألاحقها. اليوم، هي أكثر مرة أعبر فيها من سوريا إلى الأردن بسرعة وبدون ابتزاز وإجراءات معقدة، ولم أدفع الرشاوي لأي موظف لييسر لي عبوري بسرعة. أما سابقاً فكنت مضطراً لدفع رشاوى بقيمة مليون ليرة كي لا أنتظر ساعات طويلة حتى أخرج من سوريا”.

ويوجد حتى اليوم نحو 700 موظف في معبر نصيب، ما بين العاملين في أمانة الجمارك، وإدارة الهجرة والجوازات، والعاملين القائمين على الأمن والسلامة. ولعل أهم إجراء اتخذته إدارة المعبر الجديدة، اعتبار السجلات والقيود الأمنية المسجلة على الأفراد أثناء مرورهم في معبر نصيب الحدودي، وكل القيود أو المراجعات المفروضة لدواع سياسية أو أمنية، ملغاة وساقطة في الأساس، وليس لها أي قيمة، ولكن يتم النظر فيها من جانب استرشادي خشية أن يكون بعض الأفراد مرتبطين بقضايا جنائية أو أمور متعلقة بحقوق الغير فقط.

شارك