جسر – هبة الشوباش
بدأت الجهات المحلية في حلب، تنفيذ مشروع إعادة تأهيل سوق الحلوانية الشعبي، أحد أقدم الأسواق في المدينة، بعد سنوات من الإهمال والتدهور.
ويُعتبر سوق الحلوانية في حلب جزءاً من التراث التاريخي الغني للمدينة، حيث يُعدّ من الأسواق الشعبية التي تعكس الطابع الثقافي والاجتماعي للمنطقة.
وتاريخياً، كانت أسواق حلب، بما في ذلك سوق الحلوانية، مراكز اقتصادية وتجارية مهمة، تُستخدم لتبادل السلع والخدمات بين السكان المحليين والتجار القادمين من مناطق مختلفة.
وتتميّز أسواق حلب القديمة، التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، بتصميم معماري فريد يجمع بين الجمال والوظيفة، فقد كانت تُغطى بأسقف حجرية أو خشبية لحماية المتسوقين من الظروف الجوية، وتُضاء بفتحات في السقف تسمح بدخول الضوء الطبيعي، كما كانت الأسواق تُخصص لمهن معينة، ما جعل كل سوق متخصصاً في نوع من البضائع.
وتعرض سوق الحلوانية خلال فترة النظام البائد للإهمال نتيجة عدة عوامل، أبرزها غياب أعمال الصيانة والتجديد لفترات طويلة، ما أدى إلى تدهور المرافق والخدمات، كما أثّرت الأوضاع الاقتصادية الصعبة على قدرة الجهات المسؤولة على تخصيص الموارد اللازمة لتطوير السوق.
إلى جانب ذلك، ساهم انتشار البسطات العشوائية وغياب التنظيم في خلق حالة من الفوضى، أفقدت السوق جاذبيته، كما عانت الأسواق الشعبية عموماً من الظروف الأمنية والاقتصادية التي أثرت على حركتها التجارية.
وقبل سقوط النظام، واجه سوق الحلوانية تحديات إضافية، تمثّلت في بنية تحتية متدهورة، وفرض قيود صارمة على التجارة، بالإضافة إلى استغلال الموارد من قبل بعض الجهات الرسمية، ما أدى إلى تراجع مستوى الخدمات المقدّمة.
من مكب للنفايات إلى سوق منظم
وفي تحول لافت، شهد سوق الحلوانية مؤخراً نقلة نوعية من مكب للنفايات إلى سوق خضار وفواكه منظم، وذلك بعد انطلاق أعمال ترميم وتنظيف شاملة، تهدف إلى تحسين الواقع الخدمي وتنظيم الحركة داخل السوق.
وأوضح يوسف عبوش، مدير شركة “أصول” القائمة على المبادرة، أن إعادة تأهيل السوق تمت بمشاركة مجلس مدينة حلب، الذي أطلق عمليات الترميم والتنظيف ضمن خطة شاملة لتطوير الأسواق الشعبية وتحسين مستوى الخدمات.
كما ساهمت الأمانة السورية للتنمية في تمويل مشاريع التأهيل من خلال تقديم قروض ميسرة لدعم التجار والحرفيين العاملين في الأسواق التراثية بحلب، بينما ساهمت مؤسسة “كلين” بترحيل النفايات وتنفيذ أعمال التنظيف، بمساعدة من فرق الدفاع المدني.
خطة خدمية متكاملة
بدوره، أكد أحمد منصور، رئيس شعبة الإشغالات في مجلس المدينة، أن هناك توجيهات واضحة من رئاسة المجلس بتجهيز السوق بالخدمات الأساسية في أقرب وقت ممكن.
وأشار إلى أن المهلة المحددة لإنهاء الأعمال لا تتجاوز الشهر، كما شدد على أهمية تنظيف المنطقة المحيطة بالسوق كجزء من خطة التطوير.
وتعكس هذه الجهود التزاماً مشتركاً بين الجهات الحكومية والمجتمع المحلي لإحياء الأسواق الشعبية، وتحسين الواقع الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة، ضمن خطة متكاملة تهدف إلى الارتقاء بالمظهر العام والخدمات المقدمة في الأحياء التاريخية بمدينة حلب.