إقبال واسع على الانتساب إلى قوات الأمن والشرطة السورية الجديدة

شارك

جسر – نهى قنص

في ظل الحاجة لضبط الأمن وتنظيم حياة المواطنين في مختلف المحافظات، تعمل وزارة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال على إعادة هيكلة المؤسسة الأمنية السورية بعد سقوط نظام الأسد البائد. ومن أولى الخطوات التي اتخذتها الوزارة، فتح باب الانتساب لتشكيل قوات أمنية وشرطية جديدة تتبع الإدارة الحالية لسوريا.

وتشهد مراكز التسجيل إقبالاً كبيراً من الشبان الراغبين في الالتحاق بجهاز الشرطة والأمن، حيث يتوافد المئات لتقديم أوراقهم وإجراء المقابلات اللازمة، بهدف بناء جهاز شرطي خدمي يواكب المرحلة الجديدة. ويرى المتقدمون أن هذه الفرصة تتيح لهم الانضمام إلى مؤسسة أمنية لا تخضع لمعايير النظام السابق.

يقول عامر زيتون، وهو أحد المتقدمين للانتساب، لـ”جسر”: “قدّمت الاستمارة وسجلت اسمي مع باقي الشباب، وكانت الأسئلة عادية، مثل: أين تفضل أن تخدم.. في الأمن، الجنائية، أم الشرطة؟ الأمور تسير بشكل جيد إن شاء الله”.

خطوات التقديم والتسجيل

بدأت وزارة الداخلية عملية الانتساب عبر التسجيل الإلكتروني، حيث يمكن للراغبين حجز موعد مسبق من خلال موقع الوزارة. بعد ذلك، يُطلب منهم الحضور شخصياً لتقديم الأوراق المطلوبة، يلي ذلك مقابلة شفوية تُحدد مدى قبول المتقدم والتحاقه بمراكز التدريب في المحافظات.

محمد خزعل، أحد المتطوعين، قال لـ”جسر”: “سجلنا عبر الموقع الإلكتروني، وننتظر دورنا لتقديم الأوراق المطلوبة.. اليوم، سوريا بحاجة إلى شبابها لنعود ونعيد بناء الوطن”.

أما زميله ضاهر، فقد أضاف: “قدمنا طلباتنا للوزارة لنكون جزءاً من بناء سوريا المشرقة الجديدة بعد سنوات من الحرب والظلم”.

من جانبه، أوضح زيد الحارث، وهو موظف حكومي في أحد مراكز التسجيل، أن الإقبال الكبير على الانتساب يعود إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وحاجة الشباب إلى فرص عمل، إلى جانب إزالة القيود الصارمة التي كان يفرضها النظام السابق على هذه الوظائف.

شروط الانتساب

وضعت وزارة الداخلية شروطاً قانونية للراغبين في الانتساب، ومنها:

– أن يتراوح عمر المتقدم بين 20 و30 عاماً.
– أن يكون حاصلاً على شهادة التعليم الأساسي كحد أدنى.
– أن يتمتع ببنية جسدية جيدة، وسيرة حسنة.

كما تستقبل المراكز المعتمدة المتقدمين بشكل يومي، فيما أُنشئ رابط خاص لعناصر الشرطة المنشقين بين عامي 2011 و2021 الراغبين في تسوية أوضاعهم والعودة إلى الخدمة، حيث يتم قبولهم فورياً وفرزهم إلى المحافظات.

قصي، أحد المتقدمين للانتساب، تحدث لـ”جسر” عن حمله السلاح ضد النظام في بداية الثورة، لكنه اليوم يسعى للالتحاق بجهاز الأمن، قائلاً: “أنا أرغب بالانتساب أكثر من غيري، لأنني عشت آلام الحرب وجراحها”.

تخريج الدفعة الثانية من كلية الشرطة

تواصل وزارة الداخلية السورية تخريج دفعات جديدة من المنتسبين إلى الدورات التدريبية التي تنظمها بشكل متلاحق، بهدف تأهيلهم للانضمام إلى قوات الشرطة والأجهزة الأمنية والمساهمة في حفظ الأمن.

في 5 شباط الجاري، تم تخريج الدفعة الثانية من عناصر الشرطة منذ سقوط نظام الأسد البائد في 8 كانون الأول 2024، وشملت الدفعة 400 شرطي مرور. وكانت الدفعة الأولى، التي ضمت 400 عنصراً، قد تخرجت في 14 كانون الثاني الماضي.

وتُجرى هذه الدورات حالياً في كليتي الشرطة في إدلب ودمشق، وهما المركزان المعتمدان حالياً لتخريج الدورات التدريبية الجديدة.

ومع استمرار الجهود لإعادة بناء المؤسسات الأمنية في سوريا بعد سقوط النظام السابق، تمثل عملية تخريج الدفعات الجديدة من عناصر الشرطة خطوة مهمة نحو استعادة الأمن والاستقرار. وإلى جانب فتح باب الانتساب وفق معايير جديدة أكثر شفافية، توفر هذه الإصلاحات فرصة للشباب للمساهمة في بناء مستقبل بلادهم ضمن جهاز أمني خدمي بعيد عن ممارسات الماضي.

ومع تواصل عمليات التدريب والتأهيل، يتطلع السوريون إلى مؤسسة شرطية حديثة تحترم القانون وتعمل لخدمة المواطن، مما يعزز الثقة في المرحلة القادمة من إعادة الإعمار الوطني.

شارك