جسر – نهى قنص
أطلق الفريق التطوعي “ريشة ولون” مبادرة فنية لتحويل جدران مدرسة عفيف نصر للمتفوقين في منطقة صافيتا إلى لوحات فنية ملهمة، تعكس الجانب الحضاري للبيئة التعليمية، وتعزز روح العمل الجماعي، وتزرع الثقة والتفاؤل في نفوس الطلاب، في خطوة تحمل أبعادًا جمالية وإنسانية.
قال جوني إلياس، أحد مؤسسي المبادرة والمسؤول الإعلامي في فريق “ريشة ولون”، لصحيفة “جسر”: “تُعد مبادرتنا خطوة مميزة تعكس روح العطاء والإبداع لدى الشباب، وتسعى إلى تعزيز القيم الجمالية والثقافية في المجتمع، وتمكينهم من التعبير عن مواهبهم من خلال الفن”.
وأشار إلى أن المبادرة توفر مساحة للتعبير الحر، وتعزز الانتماء للمكان عبر تحويل الجدران إلى لوحات تنبض بالحياة والهوية.
وأوضح إلياس أن الفن في هذه المبادرة يُوظف كأداة تعليمية وتوعوية، حيث تهدف المبادرة إلى تحويل الجدران الصامتة إلى أدوات بصرية محفزة تسهم في إيصال المعرفة بطريقة إبداعية، وتزيد من شعور الطلاب بالانتماء، وترفع ذائقتهم الفنية، وتنشر ثقافة العمل التطوعي وروح الفريق.
كما لفت إلى أهمية ربط الفن بالتعليم لخلق بيئة مدرسية ملهمة تشجع على التعلم والتفكير، إلى جانب تمكين المتطوعين من التعبير عن إبداعاتهم والمساهمة في إحداث تغيير إيجابي في المجتمع.
وأشار إلياس إلى أن الفريق أنجز ست جداريات فنية متنوعة أدبية وعلمية، بتصاميم إبداعية منسجمة بصرياً ومناسبة للفئة العمرية في المدرسة، خلال خمسة أيام من العمل التعاوني المنظم.
تفاعل كبير من المجتمع المدرسي
رأى إلياس أن المبادرة كانت متميزة من حيث الفكرة والتنفيذ، مشيداً بتفاعل إدارة المدرسة والطلاب والمجتمع المحلي، الذي ساهم في إنجاحها، ما خلق أجواء من الحماس والدعم والتفاعل الإيجابي.
وأكد على أهمية تعميم مثل هذه المبادرات في مختلف المناطق، خاصة أن كثيرًا من المدارس تفتقر للطابع الجمالي والإلهام، معتبراً أن إدخال الفن يحوّل هذه المساحات إلى بيئات نابضة بالحياة، تعزز شعور الطلاب بالراحة والانتماء، وتحفزهم نفسيًا وعقليًا.
مبادرة تطورت من شخصين إلى فريق من عشرين متطوعاً
من جانبه، أوضح عدنان سمعان، المشرف الفني وأحد مؤسسي المبادرة، ورئيس مركز أورنينا للفنون في صافيتا، أن المبادرة بدأت بشخصين وتوسعت لتضم عشرين متطوعاً من خريجي كليات الفنون الجميلة وهندسة العمارة، حيث أسهم كل فرد في تقديم أفكاره لتكتمل الصورة الفنية.
وكشف سمعان عن مشاريع مستقبلية يجري العمل عليها، مؤكداً أن الفريق يطمح لتوسيع المبادرة لتشمل كافة المناطق إذا توفر الدعم اللازم.
تغيير علاقة الطالب بمدرسته
كمال لولو، خريج كلية الفنون الجميلة (اختصاص عمارة داخلية)، والمشرف الفني على تصميم الجداريات، أشار إلى أن أحد أهداف المبادرة هو تغيير علاقة الطالب بمدرسته وإلهامه وتحفيزه على الإنتاج.
وأوضح أن كل جدارية في المبادرة ترتبط بمادة تعليمية تمس الطالب وتحفّزه لاكتشاف اهتماماته وقدراته وتنميتها، بهدف إعادة إحياء مدارس سورية كمراكز لإنتاج الإبداع والفكر، وتخريج جيل جديد من المبدعين.
أما المصور أيهم هزيم، فقد اعتبر أن المبادرة تمثل نوعًا من كسر الروتين اليومي وتغيير الصورة النمطية، مضيفاً: “أرغب في الإضاءة على الإبداع، سواء في الرياضة أو الرسم أو الموسيقى، بما يشجع ويحفز المتطوعين على الاستمرار”.
العطاء طريق للجمال والأمل
اعتبرت المتطوعة نسرين يوسف أن المبادرة أضفت على المدارس جمالًا ورتابةً، مؤكدة أن العطاء أجمل طريق للسعادة وصنع الجمال، خصوصًا عندما يترافق مع الأمل والتفاؤل.
وشددت على أهمية الحفاظ على الجانب الإيجابي في النفس رغم كل الظروف، مشيرة إلى أن مشاركتها تمثلت في المساعدة بالتلوين، وطرح أفكار لحظية، والمشاركة بالآراء بما يسهم في إنجاح العمل بروح الفريق الواحد.